الاثنين، 19 مارس 2012

قلمٌ وورقة و...أفكار مبعثرة

هذه التدوينة سبق نشرها على صفحات مدونتي...شوارعي ونالت حظ النشر على صفحات جريدة الشروق...
أعيد نشرها لمكانتها في قلبي...

البداية
قلمٌ وورقة و...أفكار مبعثرة
منذ الصغر كنت أحب قلمي الرصاص كثيراً، كنت أحب أن أجعل خطه جميلاً وأحرص دوماً على استخدام "البراية" كي يبقى كذلك، وربما ذلك كان سبب في سرعة تغييري للأقلام. ثم الورقة البيضاء ذات الخطوط الواضحة التي تبدو لي دوماً سعيدة بالكتابة عليها، حزينة إن تُركت على حالها...
من هنا اعتدت مسك القلم لإرسم على الورقة خطوط منظومة تشكل حروف وكلمات...


وكبرت وازداد تعلقي بالقلم والورقة رغم أنني بعدت عنهما لبعض الوقت لكنني من وقت لآخر كنت أعود إليهما لأكتب قصة قصيرة أو مسرحية ذات فصل واحد وكان المحل الصغير الذي كان يمتلكه والدي -بارك الله في عمره- في القرية التي نشأت فيها بمثابة منصة أرى من خلالها أصناف الناس ومشاكلهم، فكنت أقف أشاهد المارة يمينناً ويساراً وأحاول أن أقرأ الوجوه والعيون لأعرف ما في العقول، ورغم أن الوجوه كانت في غالبها متكرره إلا أنها كانت مختلفة كل يوم، مختلفة في حالها وأشكالها، فيوم مبتسمة سعيدة وأيام متجهمة مكتئبة، وكنت أرى هذا كله وأحاول أن أعكسه على مرآة الورقة.

أشخاص وحكايات ومواقف أصبحت ذخيرة لأفكار مبعثرة، أحاول قدر الإمكان ترتيبها ثم إعادة تكوينها وإخراجها هنا على مدونتي هذه التي وجدت فيها جزأ مما حلمت به أن يكون عندي منبر يسمع منه صوتي وتصل من فوقه أفكاري.

والمسألة ليست بهذه الصعوبة التي يراها البعض، فكل منا لديه حصيلة تجارب ومواقف وذكريات وأيضاً واقعاً نعيشه يجعل سيل الأفكار لا ينضب وكل ما عليك هو أن تكتب ما تشعر به وتصدقه، مع عدم إغفال تعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا، إكتب وكن أنت أنت وليس ما يريده البعض أن تكون، الصدق هو مفتاح النجاح ووصول الكلمة لقارءها، فإن خرجت من القلب والعقل بصدق كذلك تصل لقلوب وعقول من يقرأ سواء اتفقوا معها أو خالفوها فحتى الخلاف معها دليل على أنهم صدقوها وإلا فما أعاروها اهتماماً.

ولا تجعل قلمك سلعة تباع وتشترى فلا تكتب إلا ما تصدقه ولا ترفض إلا ما لا يتفق مع الحق أولاً وما تحمله أنت من أفكار ومبادئ ثانياً وقتها سيحترمك من يختلف معك قبل إولئك الذين يوافقونك.

وأخيراً إن رسمت بمبادئك لنفسك وللآخرين خطوط حمراء فإياك أن تتطأها وتعبر لمنطقة اللاوجود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق